وفي نهاية المطاف استطاع المعسكر الشرقي الوصول إلى العراق، حيث تعتبر هي الدولة النفطية الوحيدة في المنطقة التي أقامت علاقات مع الاتحاد السوفييتي، واستمرت تلك العلاقات حتى بداية الثمانينيات من القرن الماضي والذي بدأ فيه تراجع دور ذلك الاتحاد حيث لم يعد من الدول العظمى التي لها صيت يذكر.
وفي بداية التسعينيات أيضاً من القرن الماضي بدأ الاتحاد بالتفكك وكان ذلك بداية مرحلة الانهيار.
ما حدا بالولايات المتحدة الأمريكية أن تتربع على كرسي الدول العظمى منفردةً دون منافس لها على الساحة العالمية، ما جعلها تصنف كقوة عظمى.
وبعد انتهاء حرب الخليج ظهر دور ما يسمى بالتحالف حيث لعب دوراً كبيراً وبارزاً في تحرير دولة الكويت الشقيقة، وبما أن هذه الدول تتمتع بموارد اقتصادية وصناعية وأيضاً بقوى بشرية هائلة وصنفت من الدول المتقدمة من حيث القدرات العسكرية والجيوش ذات الحشد الكبير وتمتلك تقنية عالية ومتطورة، كما تربطها علاقات ذات مصالح حيوية مشتركة على الساحة العالمية مع بعضها البعض ومدعومة بإستراتيجيات حلف شمال الأطلسي، وكانت تعمل على فرض الأمن لمن يهدد أمنها وأمن الدول الحليفة، وكذلك من يهدد مصالحها الحيوية ويجعلها في خطر.
واستغل الإعلام العالمي الأزمات ووظفها كيف يشاء وخرطها على وسائله بما فيها التواصل الاجتماعي الذي بعض أخباره تخلو من مصداقية المصادر التي لا سند حقيقياً لها والتي تحاول تثبيت بعض المواقف للحصول على دعم وتعزيز الرأي العام المحلي الداخلي والخارجي، كما أن الإعلام المضاد غيب وأخفى بعض الحقائق عن الحرب كاملاً.
ومن هنا نعود مرة أخرى إلى موقف الحرب الحالية وحول حقيقتها والتي كما يعتقد البعض أنها بدأت بتاريخ 24 فبراير2022م، بل إنها هي مستمرة منذ ما يقارب ثماني سنوات ماضية في الإقليم نفسه وحتى يومنا هذا، وهي تطحن اليابس والأخضر، وبالطبع كان لهذه الحرب ضحايا، كما أن التوتر الذي يسود العالم نتيجة لها لا تعرف بوصلته إلى حد الآن وإلى أين يتجه، وكل القوى العظمى تحاول السيطرة على مكتسباتها وموقعها لإدارة العالم، وهنا السؤال يطرح نفسه هل نحن مقبلون على حرب عالمية ثالثة؟ نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين وأن يؤمننا في أوطاننا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه.
Source link